تمهيد الكاتب
نظراً لهذه الدوامة الفكرية التي تتخبط فيها الأقطار الإسلامية، في
مشارق الأرض ومغاربها، متأثرة بديمقراطية الغرب ورأسماليته حينا
وباشتراكية الشرق وشيوعيته حينا آخر.. ولكون الإسلام قد خطا خطوات
واسعة في محاولة إنهاء هذه الدوامة من خلال تلك الصحوة الإسلامية
المباركة، والتي جذبت أنظار مختلف الشعوب والأمم في الأرض بغض
النظر عن حقد الحاقدين وكيد الكائدين وظلم الظالمين..
وتبعا لأن الحلول المجتزئة لم يعد يقف عندها
أحد من العلماء والمفكرين المستنيرين والذين ازدادت الضغوط
الأيديولوجية الفكرية عليهم وهم يقفون أمام مختلف الحلول التي تقدم
إليهم أو تعترض سبيلهم من إسلامية وغير إسلامية..
كان حتما وضع هذا البيان الدقيق بأفكاره
ومعالجاته لجميع جوانب الإسلام كدين وشريعة، كعقيدة وتشريعات، مع
الحرص على الدراسة المقارنة بينه وبين المبدأين الآخرين الرأسمالية
والاشتراكية، وذلك ليرى كل ذي بصر وبصيرة هذا البون الشاسع بين
الإسلام وغيره، فيقول بملء فيه: لقد وجدته، لقد وجدت الحل الشامل
لجميع جوانب الحياة في الإسلام عقيدة وشريعة، وأنه ليس لأحد بد من
الأخذ به ما دام يطلب الحق دون مواربة ولا تعصب ولا تحيز.. ولهذا
جاءت هذه الندوات الثلاثون في القسم الأول، قسم أثر الإيمان في
الإنسان وبنائه الفرد والمجتمع، من هذا الكتاب مع تعقيباتها شاملة
العقيدة الإسلامية وتشريعاتها، شاملة الإيمان وما يحدثه من تغييرات
في حياة الإنسان، ومقارنة لذلك مع ما لدى العقيدتين الأخريين
وتشريعاتهما، ومنبهة إلى حقيقة ما عليه النظام الإسلامي المنبثق
عنها والمبني عليها من دقة وصحة وسلامة في معالجة جميع مناحي
الحياة البشرية، ومحققة كامل السعادة للإنسان في هذه الحياة الدنيا
وتلك الأخرى..
وجاءت الندوات العشرون التالية في القسم
الثاني، قسم تطبيق الشريعة في الحياة، من هذا الكتاب موضحة المثال
الحي العملي كيف تكون الشريعة الإسلامية ملء السمع والبصر في هذه
الحياة .. فهذا الكتاب الذي نقدمه الآن تحت عنوان (الإيمان يغير
الإنسان ..) هو دراسة فكرية إسلامية مقارنة، كتبت بأسلوب حديث
جذاب..
إنه أسلوب المناظرة الذاتية، أسلوب الحوار
الشخصي..
إنه المثير لكل مفكر بعامة، ولكل حامل دعوة
إسلامية بخاصة..
إنه أسلوب الساعي لنوال رضوان الله تعالى.. الخالق
المحمود بكل الحمد.. والممجد بكل المجد.. والكافي لكل عبد..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الكتاب
|