تمهيد المؤلف
الحمد لله والصلاة
والسلام على سيدي ومولاي رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
واتبع طريقه إلى يوم الدين، وبعد،
لقد
اختار من اختار ما يسمونه طريق السلام مع الصهيونية لحل مشكلة
فلسطين بل للتخلص من فلسطين والفلسطينيين، فانطلقوا في هذا الطريق
كخيار استراتيجي كما يقولون مستعينين في ذلك بالغرب الأوروبي
والأمريكي، ظنا منهم بأنهم بعلمانيتهم يقفون معهم ضد الصهيونية،
وما دروا بل تجاهلوا الخيار الاستراتيجي المعاكس لخيارهم بوقوف ذلك
الغرب بشقيه بجانب الصهيونية.. فيا قوم، لتتدبروا بسرعة هذا
الحشد الكبير من الشواهد القولية والعملية الذي اشتمل عليها البحث
بجوانبه المتعددة لتروا بأم أعينكم ذاك التواطؤ بين الحقد الصليبي
والعدوان الصهيوني ليس ضد فلسطين وأهل فلسطين فحسب وإنما ضد البلاد
الإسلامية وأهلها بكاملها.. وإلا فما هذه الحرب التي أعلنت، وما
زالت تعلن ، ضد الإسلام باسم الإرهاب؟!
وللقارئ الكريم أن يرى بعيني بصره وبصيرته ذلك جليا من خلال ما
يرويه له الباب الأول من هذا الكتاب بذاك الحشد الهائل من الأدلة
والبراهين المأخوذة من أقوالهم هم في الغرب الصليبي الصهيوني..
وأما تلك المعارضة في الأقطار العربية التي ما فتئت تتلهى بالتقاط
فتات موائد الفكر الغربي الديقراطي أو الفكر الاشتراكي اليساري،
ناهيك عن الإسلامي الإصلاحي، فإنها ما زالت تحاول إثبات وجودها
هنا أو هناك متجاهلة بأنها جزء من لعبة التعددية المرسومة لها
ولبلدانها من ذاك الغرب الصليبي الصهيوني ، وأنها تلمس في الباب
الثاني من هذا الكتاب ما يكشف عن حالهم ومساراتهم التي تظهر وكأنهم
لا يملكون من أمرهم شيئا..
وأما
هذا الواقع الصارخ الذي يتحدث عنه الباب الثالث من الكتاب فإنه
يترك للعديد من الكتب والكتاب الذين تحدثوا عن ذلك فأجادوا الحديث
عن صراع الصهيونية مع الإنسانية، وليس فقط مع الإسلام والمسلمين،
فإنه يصرخ بملء شدقيه في وجوه طلاب السلام مع الصهيونية ومن
يساندها من الغرب، وفي وجوه المعارضة التي ارتضت لنفسها هذا الدور
المخزي الترقيعي للأوضاع العربية المهترئة..
وانظروا إلى ما يشتمل عليه هذا الباب الأخير من
الكتاب، الباب الرابع، إنه يتحدث عن لعبة من لعب الصهيونية الماكرة، إنها لعبة الدس الخبيث على المسيحية بحجة الدعوة إليها من خلال
هذه الحركة الصهيونية المسماة بشهود يهوة الواردة في هذا
الكتاب.. فمتى يفيق الطرفان: طلاب السلام ومعارضوه أمام هذه الهجمة
الصليبية الصهيونية الشرسة ضدهم وضد بلادهم وضد إسلامهم؟!
الكتاب
|