تمهيد المؤلف
إن
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وعلى آله وصحبه ومن
اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،
فإن
للمعرفة أبوابا ما أكثر من طرقها ولكنه عجز عن ولوجها كلها! وعندما
يلج بابها الثاني، باب سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله
وصحبه وسلم، من خلال كتاب أحد الأئمة الأفذاذ كابن قيم الجوزية في
كتابه (زاد المعاد في هدي خير العباد) فإنه يستكملها بعد أن كان قد
ولج بابها الأول كتاب الله القرآن الكريم في فهم أحكامه ومعانيه...
وعندما ينتقل إلى بابها الثالث، باب الوفاء بحق للبابين الأول
والثاني، باب إنزال ما اشتملا عليه من أفكار وأحكام على وقائع
الحياة في دستور يجمع هذه الأمة ولا يفرقها، يعزها ولا يذلها ،
فإنه يكون قد كاد يستكمل ولوج أبواب المعرفة كلها ويمسك بها جميعها
ويعيش عليها بقضها وقضيضها ولا سيما بعد أن يلج الباب الثاني من
هذا الكتاب الذي يتحدث عن شروق الإسلام وعن سبب تأخر ذلك ، ولكنه
يأبى إلا أن يلج الباب الثالث منه حيث يجد رفاهية نفسه، يجد
الأجواء الروحية التي طالما افتقدتها النفس في زحمة الحياة، ثم يلج
الباب الرابع حيث يجد البراهين على الحق ناصعة مع حقوق أهل الذمة
التي لا يمكن أن تتوفر إلا مع الكتاب والسنة، ومع المسيحية الحقة
في برنابا وإنجيله ، ومع طائفة الدروز التي طالما ابتعدت عن دينها
الحق فأوقعت نفسها بالظلم العظيم، ومع البعد عن التقليد الأعمى
للغرب دون تمييز بين ما لديه من غث وسمين، ومع ولوج الباب الخامس
والأخير للمعرفة نجد أن سطوة أمريكة للسيطرة على العالم بكل أنواع
القهر والظلم قد دلفت في الطريق إلى جهنم من بابه العريض وأخذت
تبدع في رسم أساليب السيطرة والقهر على شعوب العالم باسم الخوف من
الإرهاب، وأى إرهاب، إنه الإرهاب الإسلامي المزعـوم...
وإنه
لطالما وجد رجال الحركات الإسلامية الحاجة الماسة في أنفسهم للمزيد
من الشواهد والأدلة على أن المستقبل للإسلام... الإسلام الذي يتعرض
للمكر والكيد والاضطهاد من أبنائه قبل أعدائه...
فإنني أقدم لهم هذا
الجهد المزدحم بما يلبي رغباتهم... إنه لن ولن ولن نرتضي لأنفسنا
دخول حتى جحر ضبٍ وراءهم تقليداً لهم، فبم نقلدهم وروائح العفونة
تنبعث من أفرادهم ومجتمعاتهم؟!
ها
هي ثقافتنا الإسلامية تقدم لنا أصول الدستور لحياتنا ودولتنا...
فليخسأ بنو صهيون وأمريكة التي تقف خلفهم متآمرينً ضد ديننا
وبلادنا...
فإنها والله منيعة بهؤلاء الأبطال الذين يقدمون أرواحهم رخيصة في
سبيل الله... ولن يطول الزمن بعون الله تعالى حتى تشرق شمس الإسلام
من جديد...
إن
غربالهم مخروق مهما تفننوا في رتقه... فإنه لن يملك أن يمنع أشعة
الشمس من احتراقه فكيف باختراقه...
وليخطط هانتنغتون ما شاء له الشيطان من تخطيط... فحضارة الإسلام هي
الغالبة والمنتصرة... {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا
يعلمون} وعسى أن يحقق المولى سبحانه بهذا الجهد الخير للإسلام
والمسلمين...
بهم
ولهم... ويعجل يوم النصر... يوم تخفق راية الإسلام في الآفاق... في
دولة العزة والكرامة...
دولة
الإسلام المجيدة... دولة الخلافة الرشيدة...
الكتاب
|